العم إبراهيم جار لي يسكن في نفس حارتي . مصاب بداء السكري (شفاه الله) .
فاستغربت
منه ! .. لأني وجدته يمشي على عكاز (عصا) ، و قد كان سليما قبل سفري الذي لم يطل
عن 5 أشهر ، و غير ذلك فقد لاحظت عور إحدى عينيه .
فسألته
: ماذا بك يا عم ؟ .
فحكى
لي قصته و هي كالآتي :
كان
يوما كباقي الأيام ، أحسست بالتعب يتخلل جسمي بالكامل ، و لم ألبث حتى حسبت أني
سأموت ، ثم أغمي علي ، فاستدعت عائلتي الطبيب ، و هم يحكون لي أن الطبيب شخِّص
حالتي بالوفاة نتيجة مرض السكر .
و
بعد الدفن بيوم واحد صحَوت من إغمائي و أنا أنظر حولي و أصرخ أين أنا ؟ .
و
الغريب أن الله حماني من الموت ثلاث ليال كاملة ، كنت محافظا على هدوئي و
لكن طفح الكيل ، الظلام حالك و أنا مرعوب جسمي بدأ يقشَّعر بمجرد أن أحسست بشخص أو
شيء ما يمسك بقدمي اليسرى و أنا ما زلت أصرخ ساعدوني! ساعدوني! .
أحاول
و أحاول أن أفلت من ذاك الشيء ، و بعد أن نجحت في ذلك لم أعد أستطيع أن أحرك قدمي
... لقد شلَّت تماما ! .
و من
شدة خوفي بدأت أضرب سقف القبر ضربا شديدا كأني أصبحت مجنونا ، أحسست ببعض الحركة
خارج القبر فاشتد ضربي للسقف ، و بعد أن رأى المسئول عن المقبرة القبر و هو يهتز
بشدة صعق من شدة الخوف و نجحت أنا في الخروج أخيرا فوجدته ميتا و حاولت أن أستجمع
قواي لأعود إلى منزلي و أنا أجر رجلي المشلولة كأنها قطعة لحم لا حياة فيها .
و
أخيرًا وصلت إلى البيت و عندما فتحت زوجتي الباب و رأتني أغمي عليها ، حري بها
الإغماء لو أنك رأيت حالتي حينها لارتعبت مني ..
على
كلٍّ بعد أن أخذتها إلى الداخل و غيرت مظهري الشنيع حكيت لهم ما حصل معي .
أما
أنا فسألت العم ابراهيم : إذا كان الطبيب شخِّص حالتك بالوفاة فكيف عدت من القبر
؟! .
فاعتبره
العم ابراهيم سؤالًا بديهيا و أجاب بكل هدوء : اتضح فيما بعد أن ما سماه الطبيب
وفاة كان مجرد غيبوبة سكر و أي مريض سكر معرض لما هو كذلك و ذلك الطبيب لم يكن
لديه خبرة و خوفا من الملاحقة القانونية فرَّ بجلده .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق