الجمعة، 1 مايو 2015

- ثلاث ليال في القبر










العم إبراهيم جار لي يسكن في نفس حارتي . مصاب بداء السكري (شفاه الله) .

فاستغربت منه ! .. لأني وجدته يمشي على عكاز (عصا) ، و قد كان سليما قبل سفري الذي لم يطل عن 5 أشهر ، و غير ذلك فقد لاحظت عور إحدى عينيه .
فسألته : ماذا بك يا عم ؟ .
فحكى لي قصته و هي كالآتي :
كان يوما كباقي الأيام ، أحسست بالتعب يتخلل جسمي بالكامل ، و لم ألبث حتى حسبت أني سأموت ، ثم أغمي علي ، فاستدعت عائلتي الطبيب ، و هم يحكون لي أن الطبيب شخِّص حالتي بالوفاة نتيجة مرض السكر .
و بعد الدفن بيوم واحد صحَوت من إغمائي و أنا أنظر حولي و أصرخ أين أنا ؟ .
و الغريب أن الله حماني من الموت ثلاث ليال كاملة ،  كنت محافظا على هدوئي و لكن طفح الكيل ، الظلام حالك و أنا مرعوب جسمي بدأ يقشَّعر بمجرد أن أحسست بشخص أو شيء ما يمسك بقدمي اليسرى و أنا ما زلت أصرخ ساعدوني! ساعدوني! .
أحاول و أحاول أن أفلت من ذاك الشيء ، و بعد أن نجحت في ذلك لم أعد أستطيع أن أحرك قدمي ... لقد شلَّت تماما ! .
و من شدة خوفي بدأت أضرب سقف القبر ضربا شديدا كأني أصبحت مجنونا ، أحسست ببعض الحركة خارج القبر فاشتد ضربي للسقف ، و بعد أن رأى المسئول عن المقبرة القبر و هو يهتز بشدة صعق من شدة الخوف و نجحت أنا في الخروج أخيرا فوجدته ميتا و حاولت أن أستجمع قواي لأعود إلى منزلي و أنا أجر رجلي المشلولة كأنها قطعة لحم لا حياة فيها .
و أخيرًا وصلت إلى البيت و عندما فتحت زوجتي الباب و رأتني أغمي عليها ، حري بها الإغماء لو أنك رأيت حالتي حينها لارتعبت مني ..
على كلٍّ بعد أن أخذتها إلى الداخل و غيرت مظهري الشنيع حكيت لهم ما حصل معي .
أما أنا فسألت العم ابراهيم : إذا كان الطبيب شخِّص حالتك بالوفاة فكيف عدت من القبر ؟! .



فاعتبره العم ابراهيم سؤالًا بديهيا و أجاب بكل هدوء : اتضح فيما بعد أن ما سماه الطبيب وفاة كان مجرد غيبوبة سكر و أي مريض سكر معرض لما هو كذلك و ذلك الطبيب لم يكن لديه خبرة و خوفا من الملاحقة القانونية فرَّ بجلده . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق